مما
لا شك فيه أن لكل عمل جماعي من شخص يتولى الإشراف على تنفيذ هذا العمل بدقة
متناهية لتحقيق المنفعة التامة لصالح الفرد والمجتمع.
ومدير
المدرسة قائد تربوي مهمته التنسيق بين كافة الجهود وتوفير كافة التسهيلات والإمكانات
لتحقيق أهداف المؤسسة التربوية التي يقودها والتي تنبع من سياسة التعليم في هذا
البلد وأهدافها ومتطلباتها في المجتمع الذي نعيش فيه ويعرض هذا العمل الحساس أدوارا
مختلفة يجب على مدير المدرسة أن يضطلع بها ليتمكن من تحقيق الأهداف المنشودة.
ومن هذا كله نلاحظ أن دور مدير المدرسة هو
دور المشرف التربوي المقيم وهو الرأس المدبر لمدرسته ، وهو الذي يسير دفتها حسب ما
تقتضيه مصلحة الطالب والمجتمع ، ومن هنا يجب أن يحرص على توجيه عناية كافية لكل من
المهام التالية ( التخطيط ، المناهج ، التعلم (الطلاب) ، النمو المهني للمعلمين،
الاختبارات ، الإدارة ، إدارة الصف ،البيئة المدرسية،تفعيل جميع مناشط المدرسة،
استخدام التقنية والتفعيل الجيد لها، العلاقات مع العاملين والمجتمع).
والتفاعل
بين مدير المدرسة والمعلم يتمثل في تلك الجهود المنظمة التي يسودها الود والتعاون
بهدف الوصول إلى مخرجات العملية الإشرافية والمتمثلة في إيجاد معلمين على قدر جيد
من الكفاية التعليمية قادرين على تحقيق الأهداف التربوية وفي مقدمتها الارتفاع
بمستوى الطلاب سلوكياً وفنياً وثقافياً وعملياً إلى أفضل الدرجات وبأفضل الطرق
والوسائل.
دور مدير المدرسة في تطوير أداء المعلم في الموقف
الصفي
المشرف
التربوي
د.
سعيد مريسي سعيد
تعد العملية
التعليمية والتربوية كل متكامل بين مدير المدرسة والمعلمين العاملين بها وكلاً
منهم يكمل الآخر وكون أن مدير المدرسة مشرف تربوي مقيم فهذا يتطلب منه ممارسة الأساليب
الإشرافية في الميدان التربوي ومن أهم هذه الأساليب الزيارة الصفية والتي يقصد بها
زيارة المشرف التربوي (مدير المدرسة)للمعلم في قاعة الصف أثناء عمله ، بهدف رصد
النشاطات التعليمية والتربوية، وملاحظة التفاعل الصفي ، وتقييم أداء المعلم
والوقوف على إثره
في مستوى الطلاب ولابد أن يدرك مدير
المدرسة أن الهدف والغاية من هذه الزيارة هو تحسين عملية التدريس ورفع مستوى الأداء
للمعلم وهذا كله يساعد على تحسين العملية التعليمية والتربوية ، وعندما يدرك
المعلم بان وجود مدير المدرسة داخل الصف الدراسي يهدف إلى ما سبق ذكره يُبنى لديه
شعور بان التقييم هو عملية تعاونية بدلاً من انه عملية قياسية.
أولا : قبل
الزيارة:
1-
تحديد الأهداف التي يريد
تحقيقها من خلال الزيارة الصفية.
2-
جمع المعلومات عن المعلم
الذي سيقوم بزيارته.
3-
جمع المعلومات والتعرف
على خصائص الطلاب الذين سيزور فصولهم.
4-
إعطاء المعلم فكرة عما ينوي
ملاحظته خلال الزيارة ، حتى يستطيع المعلم أن يقدم أفضل ما لديه ، ويمكن إعطائه
صورة من الملاحظة التي يستخدمها المشرف التربوي خلال زيارته الصفية للمعلم.
5-
وضع جدول زمني للزيارات
التي سوف يقوم بها للمعلمين وذلك ضمن خطة العمل المدرسي ووفقاً لصلاحيات مديري المدارس.
6-
التمهيد للزيارة بإقامة
علاقات جيدة مع المعلم يسودها الثقة والتفاهم والاحترام وان الهدف من الزيارة هو
تبادل الخبرات فقط من اجل النهوض بالعلمية التربوية والتعليمية وانه قادم لمساعدة
المعلم في تحسين أداءه والرفع من مستوى الأداء الفني له.
7-
أن يبدأ دخوله بالتحية
والاستئذان.
8-
أن يكون طليق الوجه
مبتسماً.
ثانياً: أثناء الزيارة :
1-
أن يتخذ له مكانا مناسباً
في الفصل بحيث لا يكون محط أنظار الطلاب ولا موضع انتباههم.
2-
إذا لاحظ ارتباك المعلم
عليه الانصراف وتأجيل الزيارة إلى وقت آخر، ويكون خروجه بطريقة تربوية ، طليق
الوجه ثم يخرج في هدوء تام كأن أحدا لم يخرج.
3-
يبتعد عن مقاطعة المعلم أثناء
المناقشة مع الطلاب وطرح الدرس.
4-
عدم القيام بتدريس الحصة
بدلاً عن المعلم وكذلك توجيه النقد له أمام الطلاب إلا إذا كان هناك ضرورة قصوى لا
تحتمل التأجيل فيجب التنويه إلى ذلك في نهاية الحصة بطريقة تربوية فنية جيدة دون أن
يشعر الطلاب بذلك.
5-
كتابة الملاحظات في الفصل
عن المعلم قد لا يكون عملاً محبوباً يعرقل المعلم والطلاب ، عليه يجب أن يكون لدى
مدير المدرسة قائمة معدة لهذا الغرض خاصة بالزيارة يقوم بتسجيل ملاحظاته عليها
مباشرة بعد خروجه من الفصل وذهابه إلى مكتبه دون تأجيل ودون اعتماد على الذاكرة.
6-
يجب على مدير المدرسة
البقاء إلى آخر الحصة أو الدرس ليقرر ويتعرف على الصورة الكاملة للعملية التعليمية
في الفصل.
7-
بعد نهاية الزيارة أي في
نهاية الحصة أو الدرس يشكر المعلم على استمتاعه بالدرس ويتمنى له مزيداً من
التوفيق والنجاح وكذلك لأبنائه الطلاب.
ثالثاً
: بعد الزيارة :
بعد
قيام مدير المدرسة بزيارة المعلم في الفصل وملاحظته تدريسه فان المعلم يتوقع أن
يعقد معه المدير لقاء يناقش فيه ملاحظاته معه وهذا اللقاء يساعد المدير على بناء
علاقات مهنية مع المعلمين حيث يجب أن يعقد
هذا الاجتماع في خصوصية وفي مكان هادئ يسوده مناخ صداقة وزمالة واحترام وتقدير
جهود المعلم .
وعلى
المدير أن يأخذ في حسبانه انه لا يقيم ولا يناقش أمور تتعلق بشخصية المعلم بل
مهاراته التدريسية واتجاهاته ومعارفه المتعلقة بالموقف التعليمي، فيجب تبادل الأفكار
والخبرة بينهما لأن ذلك يساعد على تنميتها في آن واحد.
وكذلك
يجب احترام رأي المعلم وعدم إحراجه وذلك لان نجاح المدير يتوقف على نجاح المعلمين
في مدرسته.
وعليه
أن يستمع إلى المعلم جيداً ويصدقه ولا يوجه له عبارات أو توصيات فيها شيء يمس
كرامته وان يركز على النقاط الهامة فقط والهادفة إلى رفع مستوى الأداء لدى المعلم
وان يكون النقد بناءاً وبعبارات مناسبة حتى يشعر المعلم بان الهدف من الزيارة هو
مساعدته وليس نقده أو تصيد الأخطاء ويجب أن
يختتم هذا اللقاء بتحديد الهدف والوصول إلى اتفاق على المشكلات التي نوقشت وتهيئة
المعلم وتنشيطه للقيام بتنفيذ الاقتراحات والتوصيات المتفق عليها ويقوم المدير في
النهاية بالتعبير عن ثقته في المعلم وقدرته على القيام بما هو مطلوب منه منتهياً بعبارات شكر وثناء.
كيف يقوم مدير المدرسة الناجح بعمله الإشرافي
المدير
الذي لديه الخبرة والكفاءة والقيادة التربوية المناسبة والإحساس المرهف يستطيع أن
يتعرف على كفاءة برنامجه الإشرافي في الأمور التالية :
1-
ارتفاع المستوى ألتحصيلي
للطلاب (سلوكياً ، فنياً ، ثقافياً ،
علمياً).
2-
الإحساس بتحسين الأساليب
التدريسية لدى المعلمين.
3-
تقييم الإدارة العامة
للتربية والتعليم للمدرسة وللمدير.
4-
الإحساس بالتقدم التربوي
والتعليمي في المدرسة.
5-
ارتفاع الروح المعنوية
والتوافق والانسجام بين المعلمين.
6-
تعليقات أولياء الأمور
على المعلمين وتدريسهم والانطباع الجيد عنهم وعن مستوى ابنائهم.
ليست هناك تعليقات: