كل غدة من الغدد الصماء تفرز هرمون معين خاص بها وبالتالي كل غدة تنظم عمل وظيفة فسيولوجية معينة اما بشكل مستقل او بالاشتراك بين هرموناتها وهرمونات غدد اخرى وهي على النحو التالي:
الغدة النخامية pituitary gland
لهذه الغدة تسميات عديدة ، فتسمى غدة أسفل المخ hypophysis ولما كانت هذه الغدة تقع عند قاعدة المخ , ونظرا لارتباط نموها بتجويف الفم فقد أدى ذلك الى اعتقاد الباحثين الأوائل بأن لهذه الغدة علاقة بإفراز النخام او البلغم وبسبب هذا الاعتقاد الخاطئ أطلقوا عليها اسم الغدة النخامية, ولازالت تعرف بهذا الاسم حتى اليوم. وأن كان الأصح والأفضل ان تسمى بغدة أسفل المخ ( عبد الفتاح, 1988,ص 463 ), وسميت بهذا الاسم كونها تقع أفل المخ, أنظر الشكل (2).
شكل(2)
يوضح مواقع الغدة النخامية في الإنسان
ولأهميتها فهي تعد أهم انواع ولذا تسمى بسيدة الغدد Master Glands كونها تفرز هرمونات عديدة تسيطر على افراز الهرمونات الاخرى المفروزة من غدد أخرى , فهي تسيطر على عمل وفعالية الغدة الدرقية بواسطة هرمون( الثايرو تروبينThyrotropin ) . وكذلك تفرز الهرمون الجنسي الذي يعمل على ضبط وظائف الغدد الجنسية , كذلك تفرز الهرمون المحفز لقشرة الغدة الكظرية لتطلق هرمونات أدرينالين ( هرمونات الهرب او القتال ) .
يبلغ قطر الغدة النخامية حوالي سنتمترا واحدا وتستقر في تجويف عظمي يسمى بالسرج التركيSella Turcica ضمن العظم الوتدي في قاعدة الدماغ ويبلغ متوسط وزنها في الرجل من ( 0,5- 0,6) غرام . وفي المرأة تكون اكبر حجما حيث تزن من ( 0,6 -0,7) غرام. وترتبط الغدة النخامية بالمهاد ( الهايبوثلامس ) من الأسفل بواسطة ساق تعرف بالقمع infundibulum, انظر الشكل (3).
تتكون الغدة النخامية في الأدوار الجينية من مصدرين هما:
جزء من مصدر عصبي ينشأ من قاع المهاد والى الأسفل وهو القمع ويسمى هذا الجزء بالنخام العصبي neurophypophysis .
الجزء الثاني ينشأ من اكتوديرم الفراغ الفمي البدائي ويسمى النخامية الغدية Adenophypophysis( صالح وعشير ,1982 ص 521 ).
تتكون الغدة النخامية من فصين: الفص الأمامي أو ما يسمى النخامي الغدي, الفص الخلفي: ويسمى النخامي العصبي.
شكل(3)
يوضح ارتباط الغدة النخامية بالهايبوثلامس بواسطة القمع
يشكل الفص الأمامي حوالي (75 % ) من الوزن الكلي للغدة النخامية . كذلك يتميز الفص الامامي بكثرة الأوعية الدموية الشعرية المحيطة به. إذ يتغذى بأوعية خاصة, تفرز خلايا الفص الامامي عدد من الهرمونات تعمل على تنظيم كثير من وظائف الجسم , بما في ذلك النمو, النضج, التكاثر, أنظر الشكل (4). وتتحكم في تنشيط او تثبيط افراز هذه الهرمونات مواد كيماوية يطلعها تسمى العوامل المحررة . ويوجد في الفص الامامي خمسة انواع من الخلايا كل منها تطلق هرمونات معينة خاصة بتلك الخلايا, وهي على النحو التالي:
شكل(4)
يوضح أنوع الهرمونات التي تفرزها الغدة النخامية
1. هرمون النمو Somatotropin growth hormone(GH ).
يحفز هذا الهرمون الجسم وخاصة العظام والعضلات وذلك بالإسراع ببناء البروتين حتى دور البلوغ. لكن زيادة افراز هذا الهرمون عن القدر المطلوب في فترة ( الطفولة ) يؤدي الى زيادة طول القامة إلى ما يقرب من (2,5) متر اي يؤدي الى ما يعرف بالعملقةGigantism وذلك بسبب استمرار نمو العظام الطويلة ( علي وعلي 1999 من 273- 274 ). والمصاب بالعملقة يكون شارد الذهن عاجز عن تركيز أفكاره , سريع الاستشارة . أما اذا قل الافراز لهذا الهرمون عن الحد المطلوب فأن ذلك يؤدي الى القزامةInfantilism . والمصاب بالقزامة يتسم سلوكه بالعدوانية كنوع من التعويض عن النقص الجسمي الذي يشعر به.
أما في حالة زيادة الإفراز لهرمون النمو عن الحد المطلوب بعد مرحلة البلوغ يؤدي الى تضخم النهايات العظمية بسبب توقف نمو العظام الطويلة واستمرار نمو نهايات الأطراف(علي وعلي,1999,ص274). وهذه الحالة تعرف بالاكروميكالي Acromegaly أو عظم الأطراف. حيث تتضخم الأجزاء الغضروفية في الجسم كالأنف والأذنين وعظام الفك والأقدام وضخامة الشفاه واللسان ونمو الأحشاء الداخلية بصورة غير طبيعية. والمصابين بهذه الحالة يظهر لديهم النشاط والقوة وتغلب عليهم سمة الشجاعة والمبادأة والإقدام. ثم يصبح بطيء وينتابه إحساس بالأمومة ويميل للأطفال حتى وان كانوا من الرجال وتختفي الرغبة الجنسية لديهم ولا يهتمون ألا بالطعام والشراب, وينتهي المريض بمضاعفات جسمية شديدة ( عكاشة, 1984 ص 267 ) ولهذه الأسباب يطلق عليه الهرمون المنظم لنمو الجسم. لأنه الهرمون الوحيد من بين هرمونات الجزء النخامي الغدي الذي لا ينظم عمل غدد صماء اخرى ولكنه ينظم نمو جسم الانسان بأكمله في مراحل في مراحل نمو مختلفة. فهو ينظم نمو العظام ويؤثر على عمليات الايض المختلفة التي تحدث في جميع خلايا الجسم. لذلك فهو لا يؤدي دورا هاما في تحديد حجم وشكل الجسم من خلال تحفيزه لعمليات بناء البروتينات وتثبيطه لعمليات هدمها ( عبد الفتاح، 1988 ص 472 ).
2. الهرمون المنبه لقشرة الكظرية Adrenal Corticotrophin Hormone (ACTH)
ينبه هذا الهرمون القسم الخارجي من غدة الكظر لإفراز هرموناتها اي انه ينظم نشاط قشرة الغدة الكظرية, وفي حالة غياب هذا الهرمون اي قلة إفرازه تضمر القشرة , ولو أنها تستمر في افراز هرموناتها ولكن بكميات قليلة. ويؤثر الهرمون أيضا على النسيج ألدهني فيسهل عملية تحويل الدهون وتحويلها الى احماض دهنية. ويوجد عاملان يؤثران على افراز هرمون المنبه لقشرة الكظر ACTH) ) هما:
1. مستوى هرمونات قشرة الغدة الكظرية في الدم و .
2. مادة إفرازية عصبية تسمى العامل المحرر للهرمون يفرزه الجزء الخلفي من الهايبوثلامس.
3. الهرمون الحافز للغدة الدرقية Thyroid-Stimulating Hormone (TSH)
ينظم هذا الهرمون كافة أوجه نشاط الغدة الدرقية . فهو ينظم عملية سحب أملاح اليود من الدم من قبل الغدة الدرقية , وينظم كملية إنتاج هرمونات الغدة الدرقية وكذلك ينظم تحرير هرمونات الغدة الدرقية في الدم . ولوحظ ان الغدة الدرقية تضمر في غياب هذا الهرمون (TSH ) ( عبد الفتاح , 1988 , ص469 ). لكن الهرمون الذي يتحكم أصلا بالهرمون الحافز للغدة الدرقية يفرز من قبل تحت المهاد ( الهايبوثلامس ) وينتقل بواسطة الدم الى الفص الامامي للغدة النخامية ( صالح وعشير,1982 ص 522).
4. الهرمونات المنظمة لكل أعضاء التناسلG0nadotripic Hormones or G0nadotripic .
تنظم هذه الهرمونات نشاط أعضاء التناسل ( المبيضان والخصى ) اما اذا أزيلت الغدة النخامية او دمرت ضمرت هذه الأعضاء ونعدم نشاطها وتشمل هذه المجموعة ثلاثة هرمونات هي:
أ.الهرمون الحافز للحويصلات (fSh )Follicle-Stimulating Hormone
يحفز هذا الهرمون نمو أعضاء التناسل ويعد مسئولا عن نضج البويضات في المبيض والحيوانات المنوية في الخصية, ويتأثر إفراز هذا الهرمون بمستوى الهرمونات الجنسية الاستروجيناتEstrogens في الدم ( صالح وعشير, 1982 ص 523 ).
ب. الهرمون الحافز لتكوين الجسم الأصفر ( LH)Luteinizing Hormone
يعد هذا الهرمون أساس لعملية التبويضOvulation اي انطلاقة البيضة من الحويصلة بعد اكتمال نضجها. اما في الرجل فأنه يحفز افراز الهرمون الجنسي الذكري تستوسترونTestosterone عن طريق حفزه للخلايا البيئية ( عبد الفتاح , 1988,ص 471 ).
ج.هرمون البرولاكتينProlactin Hormone .
يساعد على نمو الغدد الثدية وتحفيزها لعملية الرضاعة وكذلك عملية افراز الحليب , والذي يتحكم بإفراز هذا الهرمون هي الهايبوثلامس وتعمل على إيقافه الى وقت الرضاعة ( صالح وعشير,1982 ,ص 523 ). ولكن من فائدة افراز هذا الهرمون قبل الحمل يحث ويحافظ على النمو الرحمي ويساعد على نمو الغدة الثدية ( ستورد, 1983, ص 184 ).
وفي حالة اضطراب إفرازات الفص الامامي من الغدة النخامية يترتب عليه إصابة الفرد بالأمراض على سبيل المثال نقص افراز الفص الامامي بسبب مرض ( سيموند ). ومن أعراضه الإحساس المستمر بالتعب والخمول مع بعض الاكتئاب او الإصابة بالهستريا ( ردود الأفعال التحويلية ) ( كاظم, 1994 ص 4 ) مع فقدان الشهية والوزن مما يجعل المريض شبيها مجالات فقد الشهية العصبي ( عكاشة, 1984 ص 267) وعند ضمور الفص الامامي ينتج عنه الشعور بالتعب وحدوث العنة عند الرجل والمرأة وانقطاع الطمث فجأة عند النساء بل زواله.
5. هرمون تحفيز الخلايا الصبغية Melanocyte-stimulating hormone(MSH)
ينشط هذا الهرمون ترسب صبغة الميلانين melanin في الجلد بعد تعرضه إلى أشعة الشمس أو ضمور قشرة الكظر كما في حالة مرض اديسون ومن المحتمل ان الهايبوثلامس (تحت المهاد) ينظم إفراز هذا الهرمون(MSH), ( صالح وعشير, 1982 ص 523 ).
الفص الخلفي للغدة النخامية ( النخامي العصبي )
كان الاعتقاد سابقا ان خلايا هذا الجزء هي المسئولة عن افراز الهرمونات ولكن تبين حديثا ان هرمونات الفص الخلفي من الغدة النخامية تفرز في الواقع من قبل خلايا عصبية موجودة في الهايبوثلامس وتخزن لحين حاجة الجسم إليها . وقد تبين وجود هرمونين يفرزهما الهايبوثلامس ويخزنان في الفص الخلفي للغدة النخامية وهما :
أ.هرمون ضد إدرار البول ( ADH)Anti-diuretic Hormone
ويسمى هرمون ضد الابالة , هذا الهرمون يؤثر على الكلية فيزيد من قدرتها على امتصاص الماء من الانيبات الكلوية فتقل بذلك كمية البول المتكونة ( صالح وعشير , 1982 , 524 ) وعلى العكس من ذلك عندما تزداد كمية الماء في الدم نتيجة زيادة الماء المتناول وينتج عن ذلك نقص في كمية الهرمون المحدد في الدم مما يؤدي إلى نقص امتصاص الماء في الكلية وإخراج كميات كبيرة من البول0 وإذا توقف إفراز أو تحرير هرمون (ADH ) في الدم لسبب ما مثل تدمير الخلايا النخامية التي تفرزه أو إصابتها بالمرض فان عملية امتصاص الماء في الكليتين يتأثر كثيرا0 والنتيجة ان كميات من الماء لا تمتص بل تطرح في البول ويطلق على هذه الحالة اسم ديابيتسن غير سكري Insipidus Diabetes وسمي بهذا الاسم حتى يميز عن مرض البول السكري Diabetes MeIIitus 0 ويبلغ حجم البول المطروح في الشخص المصاب حوالي ( 15 ) لتر في اليوم الواحد بينما حجم البول المطروح في الشخص الطبيعي يتراوح بين ( 2-1 ) لتر في اليوم (عبد الفتاح, 1988 ص 467-466 ), ويسمى في مصادر أخرى باسم مرض البوال ويكون بول المصاب بهذا المرض غير حاوي على السكر ( صالح وعشير, 1982 ,ص 524 ). وهذا النوع من المرض أحيانا لا يستطيع المريض السيطرة على وقت التبول مما يجعله يظهر على شكل تبول ليلي Enuresis Nocturnal , ومن أعراضه المستمرة الشعور بالعطش والحاجة للسوائل بكثرة مع علامات الجفاف المزمن (www.up daIejo,com)cor.wikiaipedia.com.
ب . هرمون الاوكسي توسين Hormone Oxytocin
ينبه هذا الهرمون العضلة الملساء للرحم لغرض الانقباض عند الولادة وكذلك ينبه العضلة الملساء للغدة الحليبية خلال الرضاعة (صالح وعشير,1982,ص523) لهذا يسمى هذا الهرمون بهرمون الولادة السريع كونه يقلص عضلات الرحم بقوة مما يساعد على لفض الجنين خارج الرحم أثناء المخاض . أما تأثيره في عملية الرضاعة Lactation من خلال مص ومسك Suckling لحلمة الثدي تعد مؤشرا يستجيب له الهايبوثلامس فيرسل إشارات عصبية تؤدي الى تحرير الهرمون من الدم . يحمل الدم الهرمون إلى الغدة الثدية مما يسبب تقلص الألياف العضلية المحيطة بقنواتها وبذا يسّهل عليه انطلاق الحليب من حلمة الثدي (عبد الفتاح، 1988، 8،4).
وفي حالة اضطراب الإفراز الهرموني للفص الخلفي في الغدة النخامية يترتب عليه إصابة الفرد ببعض الأمراض منها ان نقص الإفراز للفص الخلفي يسبب إصابة الفرد بزهري المخ الذي يصيب الأفراد في جميع الأعمار. وكلا الجنسين ومن أعراض الإصابة بهذا المرض على سبيل المثال هو تبوّل الفرد بكميات كبيرة، والاضطراب في النوم، مما يجعله يصاب بحالة عصبية قد تدفع به إلى الانتحار.
الغدة الدرقية:Thyroid Gland
حظيت الغدة الدرقية باهتمام كبير من الفلاسفة والأدباء والباحثين والعلماء فاق ذلك كل اهتمام حظيت به سائر الغدد الأخرى. كانوا الفينيقيون يتعرفون على عذرية فتياتهم من خلال قياس محيط رقابتهن فإذا ما زاد محيط رقبة الفتاة عن السابق قبل وبعد الزواج كان ذلك دليلا على إزالة عذريتها. وقد سادت تلك الاعتقادات طيلة قرون عديدة حتى جاء الطبيب غالنوس كلوديوس في سنة( 31 ) ميلادية ليؤيد صحة ما ذهب إليه الفينيقيون القدامى إذ وجد ان هذه الغدة تتضخم عند الفتيات0 عند فض بكارتها او أثناء الطمث ( الحيض ) والحمل أيضا. وفي النصف الأول من القرن التاسع الميلادي أطلق العالم الخوارزمي اسم الاستسقاء اللحمي على مرض الميكسوديما0 وهو مرض ناجم عن نقصان مقدار اليود في الغدة الدرقية (السلطاني ,2005 .ص 129) ( رويحة ,ب ت, ص 24- 25 ).
وتعد الغدة الدرقية اكبر الغدد الصماء جميعا وشكلها يشبه الفراشة التي تفرد جناحيها وتقع أسفل العنق تحت الحنجرة ( حبرين,ب ت , ص 155 ), انظر الشكل (5).
شكل(5)
يوضح مواقع الغدة الدرقية في جسم الإنسان
وتتكون الغدة الدرقية من فصين كمثرين يبلغ طول كل فص منها ( 5-6 ) سم وعرضه من ( 2-3 ) سم ويربط بين الفصين نسيج يسمى البربخ يبلغ طوله حوالي ( 1) سم ( علي وعلي , 1999, ص 274 ) وتزن حوالي (30) غراما وحويصلات الغدة الدرقية تحوي سائلا كثيفا يعرف بالغروان Colloid. وهي تفرز هرمون الثايرويدThyroid وهو على نوعين هما:
الثايروكسين وهو رابع يود الثيرونين.
وهرمون ثالث يود الثيرونين.
ويعد الهرمون الأول الهرمون الرئيسي الذي تفرزه الغدة الدرقية اي ان (95% ) من افرازاتها تكون هرمون الثايروكسين ( رابع يود الثيرونين ) ( صالح وعشير , 1982 , ص 524 ).
وللغدة الدرقية عدة وظائف يمكن تلخيصها بالأتي:
1. تنشيط التمثيل الغذائي للسكريات والدهنيات واصطناع البروتينات وزيادة السرعة الأساسية للايض الخلوي. وكذلك تزيد الطاقة الناجمة في درجة حرارة الجسم , وتنظيم مستوى الكالسيوم في الدم ومستوى الفوسفات في العظم.
2. زيادة نمو الجسم وخاصة الجهاز العصبي, ويؤدي النقص في هرموناتها الى قصر القامة والتشوهات الخلقية والتخلف العقلي.
3. زيادة نشاط الجهاز العصبي وقوى تحكم الجهاز في الأعضاء الاخرى مثل القلب والأوعية الدموية والقناة الهضمية.
علل الغدة الدرقية
يؤدي النقص في افراز الغدة الدرقية خلال سنوات النمو الأولى الى القزامة وهي حالة من قصر القامة وصغرها وظهور علامات التخلف العقلي بسبب ضمور وتلف الخلايا العصبية لقشرة الدماغ ( اللحاءCortex ) مما يؤثر في القدرة العقلية ( الذكاء ) للفرد, انظر الشكل(6). مما يجعل الفرد يعاني من كثرة النسيان وفقدان الذكريات الماضية وركود ذهنه وعجزة عن التركيز العقلي وتكون نسبة ذكائه لا تتجاوز( 50% ) وشعور الطفل بالبرودة , وهبوط النبض , ونقص في مخزون السكريات.
شكل (6)
حالة طفل يعاني من اضطراب إفراز الغدة الدرقية. المصدر(البياتي,2002)
اما نقصان إفراز هرمونات الغدة الدرقية عند البالغين فتسبب تساقط الشعر وترهل الجسم وتغلط الجلد والإحساس المفرط بالبرد والميل الى النعاس والإصابة بالبلادة وفقدان الاهتمام بالعالم الخارجي الذي يحفظ بدورة ايضا يؤدي النقص الى ضعف العضلات لدى الكبار ( السلطاني,2005 , ص182 ).
أما الزيادة في افراز هرمون الغدة الدرقية فتسبب الإصابة بمرض جريف Grave s Disease ومن أعراض هذا المرض جحوظ العينين وزيادة السرعة الأساسية للايض الخلوي وسرعة الاستجابة العضلية وزيادة درجة الحرارة والتعرق وتورد الجلد ونقصان الوزن, وزيادة السرعة في الاستجابة للأنسجة العصبية الى سرعة الانفعال والرعاش في الأصابع وفي الحالات الشديدة يصاب المريض أحيانا بنوبات من المرح تحت المهاد او الإصابة بالاكتئاب الشديد اي ظهور نوبات وجدانية مصحوبة أحيانا بأعراض ذهانية ( عكاشة, 1984 , ص266 ), انظر الشكل (7).
شكل (7)
يوضح جحوظ العينين لدى المصاب بمرض جريف. المصدر(البياتي,2002)
أما فرط الإفراز لهرمونات الغدة الدرقية في مرحلة الطفولة فيؤدي إلى العملقة Gigantism فيكون الفرد مفرطا في الطول.
وكثيرا ما يؤدي افتقار الطعام لليود (الضروري لصنع هرمونات الغدة الدرقية ) الى تضخم الغدة محاولة منها لتلافي نقص الإفراز, أنظر الشكل (8).
شكل (8)
يوضح تضخم الغدة الدرقية بسبب نقص اليود في الطعام. المصدر(البياتي,2002)
وهذه الحالة يمكن تلافيها بإضافة اليود على شكل يود الكالسيوم الى ملح الطعام بنسبة ضئيلةIodized Salt , وتتضخم الغدة الدرقية وظيفيا خاصة خلال أيام الحيض والحمل وهذا هو السبب الذي جعل القدماء يربطون بينها وبين العذرية والحيض والحمل. كذلك تتضخم مرضيا وتزداد أبعادها الى الخلف والأسفل مما تؤثر سلبا على الصوت ( علي وعلي, 1999 , ص 277 ).
الغدد جارات الدرقيةParathyroid Glands
وهي أربع أجسام غدية صغيرة توجد على السطح الظهري للغدة الدرقية اثنان منها علويتان واثنان سفليتان ويبلغ طول كل منهما ( 6ملم ) وعرضها ( 3ملم ) ( علي وعلي 1999 , ص 278), انظر الشكل (9).
الشكل (9)
يوضح موقع الغدد جارات الرقية
وبالرغم من موقعها القريب من الغدة الدرقية فلا توجد أية علاقة وظيفية بينهما . وتفرز الغدد جارات الدرقية هرمونا يسمى باراثرمونParathormone. ينظم هذا الهرمون تركيز ايونات الكالسيوم والفوسفات في الدم ويساعد على امتصاص الكالسيوم من الأمعاء بالاشتراك مع فيتامين D ويرسب الكالسيوم في العظم وتحرير ايونات الكالسيوم من العظم الى الدم فضلا عن امتصاصها بواسطة الكلية .
وفي حالة نقص افراز هرمون الباراثرمون في الدم ( أما نتيجة ضمور الغدد جارات الغدة الدرقية أو عند استئصالها ) ينخفض تركيز الكالسيوم في الدم مما يؤدي الى زيادة قابلية الجهاز العصبي للاستثارةExcitability مما يسبب تشنجات وتقلصات عضلية , ويؤدي نقص الهرمون في الاطفال وصغار الحيوانات الى عدم نمو العظام بصورة طبيعية , كما يتأثر تركيب الاسنان وتصاب بالتسوس. أما استئصالها فيسبب وخلال بضعة أيام ارتجاف وتشنج العضلات وضعفها ولاسيما عضلات اليد والرسخ مما ينتج عنه حالة ضعف عضلي في جميع أنحاء الجسم يعقبه تعب وإرهاق وقلق واكتئاب وملل واحيانا أعراض ذهانية حادة أشبه بالذهان الوظيفي ثم ينتهي الأمر بموت المريض. مما يشير الى الأهمية الكبيرة لهذه الغدد في حياة الإنسان.
اما في حالة فرط افراز لهرمون الباراثرمون فانه يسبب ورم الغدة ( زيادة حجمها ) مما يؤدي الى زيادة كمية ايونات الكالسيوم في الدم نتيجة لسحب كميات منه من الهيكل العظمي وينتج عن هذه الزيادة ان عظام الجسم تصبح اقل صلابة وقابلة للكسر بسبب فقدانها لأملاح الكالسيوم وقد تصاب العظام بشروخ وتشوهات . فضلا عن ان بعض الأنسجة الطرية مثل الكليتين تتكلس نتيجة ترسب أملاح الكالسيوم فيها , كما تترسب هذه الاملاح في الحالبين وينتج عن هذا التكلس الإصابة بحصوة الكليةKindney Stone كما يتأثر أداء الكلية لوظيفتها ( صالح وعشير, 1982 ,ص 526- 527 ) ( عبد الفتاح, 1988, ص 452- 453 ).
الغدة الكظرية Adrenal Gland
هي عبارة عن غدتين تقع كل واحده منها على القطب الأعلى للكلية داخل اللفافة الكلوية, على جانبيي العمود الفقري للإنسان. الغدة اليمنى Right Adrenal Gland مثلثة الشكل أما الغدة الكظرية اليسرى Left Adrenal Gland فهي هلاليه الشكل ,النظر الشكل (10). وتزن كل واحدة منها حوالي(5)غرامات0 تتكون كل غده من طبقتين طبقه خارجية تسمى القشرةcortex وطبقه داخلية تسمى النخاع medulla وتختلف الطبقتان الواحدة عن الأخرى من حيث المنشأ والتركيب والوظيفة وهذا ما جعل العلماء ينظرون الى الغدة الكظرية على أنها في واقع الأمر غدتان مستقلتان( القشرة والنخاع).
شكل(10)
يوضح مواقع الغدد الكظرية (الادرينالية) في جسم الإنسان
قشرة الغدة الكظرية
تتألف من ثلاث طبقات او مناطق مرتبه من الخارج الى الداخل وكما يلي:
1. الطبقة التكوينية وهي طبقة رقيقه0
2. الطبقة الحزمية وهي طبقة سميكة0
3. الطبقة الشبكية وتجاور النخاع0
وتفرز القشرة ثلاث مجموعات من الهرمونات وهي:
1.الهرمونات الجنسية وتشمل: الاستروجيناتestrogens والبروجسترون-progeste rone ولاندروجيناتandrogens وهي أهم الهرمونات في الثدييات وتساهم في الذكور والإناث في تنظيم نمو العضلات والعظام ونمط الشعر والسلوك الجنسي0 يلاحظ عند زيادة إفراز هذا الهرمونات فانها تودي الى ظهور السمات الرجولية عند المرأة مثل ظهور شعر اللحية وتضخم الصوت0 وكذلك تضخم سمات الرجولة عند الأطفال الذكور0وظهور النضج الجنسي المبكر جدا في سن الرابعة او الخامسة من العمر0 ومثال على هذه الحالة المرضية والتي هي اشد فضاعة في واقعتها وهي لفتاة ولدت في سنة(1751)0 في مقاطعة برن bern السويسرية تدعى (أنا مومنثالير)AAN MUMMENTHALER وكانت لها هيئة فتاة صغيرة عند ولادتها وقبل ان تبلغ الثانية من عمرها بدأت عندها الدورة الشهرية (الطمث) وفي الثامنة من عمرها اعتدى عليها عمها فحملت منه وولدت بعد تسعة أشهر صبيا ميتا بطول الذراع (رويحة, ب ت, ص98)0
وفي حالة حدوث نقص في إفراز هذه المجموعة من الهرمونات (الاستروجينات والبروجسترون ولاندروجينات) يؤدي الى اختفاء الدافع الجنسي0
1.الكورتيكويدات المعدنية: وهي مجموعة هرمونات تنظم عملية امتصاص الماء والأملاح من قبل الكليتين واهم هذه الهرمونات وأكثرها فعاليه هو هرمون الالدوسترون Aldosterone وفي حالة حدوث نقص في إفراز هذا الهرمون فأنه يؤدي الى زيادة إخراج أملاح الصوديوم من جسم الكائن الحي مما ينتج عنه نقص في تركيز نسبة هذه الاملاح في الدم, فضلا عن زيادة طرح كميات كبيرة من الماء في البول مما يسبب انخفاض في حجم الدم وباقي السوائل الجسمية0 وعلى العكس من ذلك تودي زيادة إفراز هذا الهرمون الى احتفاظ الجسم بالأملاح وخاصة الصوديوم مما يسبب زيادة حجم الدم وباقي السوائل الجسمية مما يودي الى ارتفاع ضغط الدم وظهور أورام مائية .Edema
وهذا يعني ان هرمون الالدسترون يحافظ على التوازن الضروري بين الاملاح المختلفة وخاصة ايونات الصوديوم و البوتاسيوم كما يساعد على المحافظة على الكميه الصحيحة للماء في الجسم0 ولهذا فان إفراز هذا الهرمون يعتمد على كمية الماء ولاملاح في الدم0
3.الكورتيكويدات السكرية: وأشهرها هرمونات الكورتيزول cortisol والتي لها اثر بالغ في عمليات الايض الخاصة بالكربوهيدرات والبروتينات والدهون (عبد الفتاح,1988ص 455-456).
لب القشرة
يفرز هرمونين مهمين هما:
هرمون الابنفرينEpinephrine اوالادرينالين Adrenalin
هرمون النورابنفرين Nor epinephrine (صالح وعشير,1982ص528).
ويمكن القول ان هذين الهرمونين متشابهان في تأثيرهما على القلب والأوعية الدموية والعضلات الملساء وعمليات ايض الكربوهيدرات0 ويمكن تلخيص وظيفة الهرمونين فيما يأتي:
1. تزيد من سرعة نبض القلب وكذلك تزيد من قوة انقباضه.
2. تقلص الشرايين الجلدية والكلوية وبالتالي تسبب ارتفاع ضغط الدم.
3. تسبب ارتخاء وتقلص بعض العضلات الملساء وارتخاء عضلات الأمعاء والمثانة البولية والشعيبات التنفسية وتسبب انقباض عضلات الحالبين والحويصلة المرارية0 ولهذا السبب يعتمد النورابنفرين لعلاج حالات الربوAsthma.
4. عمليات ايض الكربوهيدرات حيث يرفع الابنفرين نسبة السكر في الدم لأنه يساعد الكبد على تحويل ما يحتويه من الجليكوجين الى جلوكلوز يضاف الى الدم (عبد الفتاح, 1988ص459-461)0
ويمكن القول ان النخاع(نخاع الغدة الكظرية) يقع تحت سيطرة الجهاز العصبي السمبثاوي فهو الذي يتحكم في افراز النورابنفرين والابنفرين( الأدرينالين) والأخير يعمل على تدعيم الاحتياجات الأيضية المفاجئة في حالات الطوارئ, فهو يرفع تدفق الدم من القلب ويوسع الأوعية الدموية, محولا الدم الى أماكن حيث يحتاج اليها أثناء الجهد ويسرع عمليات تحويل الجليكوجين الى جلكوز تحت الضغط العاطفي(الانفعالي) مثل الخوف او الغضب فتفرز كميات إضافية فجأة من الهرمون, وكذلك يتحول الدم من الأحشاء الى العضلات والمخ حتى يكون الفرد مستعدا (للعراك او الهرب) ,(ستور وآخرون,1983ص180)0
الأمراض الناجمة بسبب الاضطراب الهرموني للغدة الكظرية
1. مرض أديسون Addison يظهر هذا المرض بسبب نقص افراز الغدة الكظرية حيث تظهر على المريض أعراض الشعور الدائم بالتعب او الإعياء مع الخمول والاكتئاب مع السلبية وعدم القدرة على تحمل المسؤولية, ويصحب ذلك فقدان في الوزن وهبوط ضغط الدم وتلون اللسان داخل الفم باللون البني ويحدث ضعف في الذاكرة وهبوط تدريجي والموت أخيرا (ستور وآخرون,1983ص181)0
2.مرض كشنج Cushing يظهر هذا المرض بسبب زيادة افراز قشرة الغدة الكظرية وتظهر أعراضه على شكل نوبات ذهانية وجدانيه وهي اما ان تكون نوبات حادة او نوبات اكتئاب شديدة وأحيانا هلاوس سمعية او بصرية مصحوبة بالأعراض المميزة الجسمية من سمنة في الجسم وارتفاع ضغط الدم أو ظهور مرض السكر وخطوط قرمزية على البطن (عكاشة,1984ص266)0
3.مرض كون Conn يظهر على شكل تشوهات خلقية بسبب زيادة افراز هرمون الأدرينالين الناتج عن الضغط الانفعالي, وان الإزالة التامة لكلا الغدتين يتبعه الموت في غضون (10-15) يوما وتظهر اعراض مبكرة مثل فقدان الشهية, القي, الضعف, الانهيار, نقص في درجة حرارة الجسم والايض وفقدان الماء ونقص كلوريد الصوديوم في الدم (ستور وآخرون,1983ص181)0
أما في حالة زيادة كمية هرمون الأدرينالين عن الحد المطلوب أثناء الحمل عندما تتعرض ألام لحالات انفعالية سيئة يترتب علية في مرحلة الطفولة المبكرة البكاء الشديد والتهيج والاضطرابات المعوية ومشكلات النوم أو يسبب عيوب خلقية كالشق الخلفي أو ألشفه المشقوقة ( شفة الأرنب) (Jonse & et.al.1985,P.70-72),((Bee,1985,P.63-65.
البنكرياسPancreas
غده مختلطة قسم منها قنوي يفرز الأنزيمات الهاضمة, وآخر لاقنوي يتألف بدوره من مجموعات خلوية منتشرة ومحاطة بأوعية دمويه وتسمى جزر لانكرهانسIslets of Langerhans نسبة إلى مكتشفها في عام 1869. تتكون خلايا هذا الجزر على نوعين من الخلايا هي: خلايا ألفا وخلايا بيتا alpha& beta.تقع غدة البنكرياس أسفل المعدة وبجوار الاثنا عشري, انظر الشكل (11).
شكل(11)
يوضح موقع غدة البنكرياس في جسم الإنسان
وتتميز خلايا بيتا بصغرها وتفرز هرمونا يعرف بالأنسولين Insulin. له أهميه في ايض الكاربوهيدرات اما خلايا الفا الكبيرة فتفرز هرمون كلوكاكون glucagon0الذي يساعد في تنظيم مستوى السكر في الدم (صالح وعشير,1982ص530), أنظر الشكل (12).
شكل(12)
يوضح خلايا الفا وخلايا بيتا في غدة البنكرياس
هرمونات البنكرياس
هرمون الأنسولين: لهذا الهرمون أهميه كبيرة في تنظيم عمليات ايض الكاربوهيدرات فهو ينظم مستوى السكر في الدم ويعمل على خفضه اذا ارتفع عن الحد الطبيعي ولهذا يعرف ايضا باسم الهرمون المخفض للسكر في الدم0 ويحرر الهرمون مباشرة في الدم ليصل أولا الى الكبد ويعمل الأنسولين على خفض نسبة السكر في الدم بطرائق ثلاث هي:
1. زيادة استخدامه من قبل الخلايا0
2. زيادة تحويله الى جليكوجين في الدم.
3. زيادة تكوين جليكوجين العضلات0
ويؤدي عدم افراز الأنسولين او افرازه بكمية قليلة غير كافية الى ظهور اعراض مرض البول السكري Diabetes Mellitus ويشير اسم المرض الى إخراج كميات كبيرة من البول يكون حلو المذاق لاحتوائه على الجلوكوز0 كذلك يسبب نقص افراز الأنسولين انخفاضا في استخدام الجلوكوز من قبل الخلايا0كما يساعد هذا النقص على تحويل جليكوجين المخزون في الكبد الى جلوكوز يضاف الى الدم ايضا0 والنتيجة زيادة نسبة الجلوكوز في الدم عن النسبة المعتادة وتسبب الزيادة في تركيز الجلوكوز في الدم إعاقة لعملية إعادة امتصاص الماء في الكلية مما ينتج عنه زيادة حجم البول المطروح0 ولهذا فان مريض السكري يطرح كميات كبيرة من البول. وينتج عن كثرة التبول وفقدان الماء ان المريض داما يشعر بالعطش وتتعرض خلايا جسمه الى الجفافDehydration وإذا ما ازدادت حدة الجفاف يؤدي الى هبوط الدورة الدموية وانخفاض ضغط الدم, ويؤدي الانخفاض الى تقليل جريان الدم الى الدماغ مما ينتج عنه غيبوبة coma تنتهي بالوفاة0 ايضا ممكن ان تحدث الوفاة من قلة جريان الدم في الكليتين وتوقف افراز البول بسبب انخفاض ضغط الدم.
ومن جانب اخر فان قلة افراز الأنسولين وعدم دخول الجلوكوز الى داخل الخلايا وبالتالي عدم استهلاكه من قبل الخلايا للحصول على الطاقة عن طريق اكسدته0 فان الخلايا تلجا الى الدهون والبروتينات الموجودة بالجسم للحصول على حاجتها من الطاقة ونتيجة لذلك يفقد المريض جزاء كبيرا من وزنه ويشعر بضعف عام. ونتيجة لعدم قيام مركز الشبع في الهايبوثلامس بوظيفته في غياب الأنسولين يؤدي الى زيادة شعوره بالجوع ويبقى هذا التأثير طوال الوقت مما يدفع المريض الى الإفراط في الاكل0 ويمكن ان يؤدي عدم الافراز التام للأنسولين بسبب المرض الذي يصيب جزر لانكرهانس او إزالة البنكرياس الى الموت سواء للأطفال او اليافعين الصغار وسببا هاما للموت بين الناس الأكبر سنا وبشكل عام يمكن ان تعالج هذه الحالة المرضية بالحقن بالنسولين0
اما في حالة زيادة إفراز هرمون الأنسولين فانه يؤدي الى هبوط سريع في نسبة السكر في الدم مما يسبب الشعور بجوع شديد والإحساس بالتعب وصعوبة المشي واستحالة أداء الحركات الدقيقة0 كذلك سرعة الاستثارة Excitement والشعور بالهم والقلق الى جانب الشرود الذهني وأحيانا ما تسبب زيادة الإفراز لهرمون الأنسولين فقدن الفرد السيطرة على نفسه مع شعوره بغشاوة بالسير وقد يسقط فاقدا للوعي ويذهب في غيبوبة حتى الموت وأشارت مصادر أخرى انه يكون في حالة أشبه بحالة السكر)Drunkعبد الفتاح ,1988,ص484).
هرمون الجلوكاكون Glucagon
ويعرف أحيانا هذا الهرمون باسم هرمون الصوم Fasting hormone . خلايا ألفا في البنكرياس هي التي تفرز هذا الهرمون, ووظيفته هي تحليل الكلايكوجين المخزون في الكبد, كما يزيد أيضا من تحويل البروتينات إلى سكر الكلوكوز في حالة هبوط مستوى السكر دون المستوى المطلوب خاصة بين الوجبات الغذائية, وبالتالي يرفع مستوى السكر في الدم(صالح وعشير, 1982, ص532). وعند امتناع الإنسان عن الطعام كما في حالة الصوم فان هذا الهرمون هو الذي يؤدي في الظروف العادية إلى انخفاض نسبة السكر في الدم بدرجة تكفي لتنبيه خلايا ألفا لإفراز هرمون الجلوكوجون أي ان تأثير هذا الهرمون هو مضاد لتأثير هرمون الأنسولين الذي يسبب هبوطا في سكر الدم, أنظر الشكل (13).
انخفاض نسبة السكر في الدم ارتفاع نسبة السكر في الدم
شكل ( 13 )
مخطط يوضح تنظيم إفراز هرمونات البنكرياس
الغدد الجنسية
وتشمل المبيضين في المرأة, والخصيتين في الرجل. وهي على النحو الآتي:
أ. المبيضين Ovaries
كل منهما عبارة عن عضو بيضاوي الشكل تقريبا يزن (6 غرام) وتقع في التجويف الحوضي على جانبي الرحم, أنظر الشكل (14). ويفرز المبيض نوعين من الهرمونات الجنسية الأنثوية هما الاستروجينات Estrogens والبروجستيرون Progesterone.
الشكل (14)
يوضح موقع المبيضين في التجويف البطني للمرأة
تعد الاستروجينات مسئولة عن نمو وتطور أعضاء التناسل في المرأة وكذلك ظهور الصفات الجنسية الثانوية, وكذلك توليد الرغبة الجنسية Sex drive, وكذلك تعمل على تهيئة جدار الرحم لاستقبال البيضة المخصبة, فضلا عن انها تؤثر على عمليات أيض الدهون وتسبب ترسب الدهون في الأنسجة الواقعة تحت الجلد, وفي المرأة بصورة خاصة يترسب الدهن في الردفيين Hips والصدر والفخذين. كما تنشط الاستروجينات نمو الغدد الثدية مسببة تضخمها وبروز النهدين, إذا لهذه الهرمونات علاقة وثيقة بالأنوثة الكاملة, بدءا من نعومة الجلد إلى رقة الصوت ونعومة الشعر ونموه وبروز النهدين وتكوين حلمة الثدي.
هرمون البروجستيرون وهو عادة ما يوصف بأنه هرمون الحمل Pregnancy hormone فهو يتعاون مع الاستروجينات في إعداد الرحم لاستقبال البيضة المخصبة واستقرارها في جداره والمحافظة على الجنين أثناء فترة الحمل, كما يساعد هذا الهرمون على اكتمال نمو الغدد الثدية وإعدادها لإفراز الحليب, كذلك يعمل على منع نضج حويصلات المبيض أثناء الحمل. وبالتالي منع تكوين بيوض ناضجة, وتوقف الدورة الشهرية ( الطمث) خلال فترة الحمل. ولهذا يعد هرمون البروجستيرون مادة فعالة لمنع الحمل فهو يستخدم الآن في تصنيع حبوب منع الحمل( الهنداوي, 2005,ص317,295 ).
وللهرمونات الجنسية أثر كبير على الحالة النفسية, فنجد نسبة (40%) من النساء تصاب قبل الطمث الشهري بنوبات من التوتر والحساسية وسرعة البكاء والاكتئاب والتهيج العصبي مصحوبة بزيادة في الوزن وتورم في الجسم وانتفاخ في الثدي وثقل في الجسم والشعور بالصداع والغثيان, وتبدأ تلك الأعراض قبل عدة أيام من الطمث وتنتهي بابتداء الدورة الشهرية. ويصاحب هذه الفترة رغبة في النوم مع زيادة الشهوة الجنسية. والسبب الرئيسي في كل تلك الاضطرابات هو تغير نسبة الهرمونات الأنثوية الجنسية الاستروجينات والبروجستيرون.
أيضا يمكن ان تصاحب بعض الاضطرابات النفسية والعقلية فترة انقطاع الطمث في مرحلة سن اليأس – يسمى بهذا الاسم وهو اليأس من إنتاج بيضة جديدة لان المبايض تتوقف عن إنتاج البيض- مثل الاكتئاب الشديد والشعور باليأس والشعور بالذنب والإثم والأرق وارتفاع في درجة حرارة الجسم وتوهم العلل البدنية والهذاءات الاضطهادية. ويمكن ان ينقطع الطمث قبل سن اليأس في حالات العصاب والذهان (أي في حالة إصابة المرأة بالاضطرابات والأمراض النفسية) (عكاشة, 1984,ص 267-268).
ب. الخصية Testis
وهي عضو التناسل في الرجل. توجد خصيتان تقعان خارج الجسم في كيس الصفن, وتزن كل واحدة منها (25 غرام), أنظر الشكل (15).