مساحة إعلانية

الأحد، 20 نوفمبر 2016

الأحد، 20 نوفمبر 2016

درس يوم المعلم

يومُ المُعلِّم

كان ذلك اليومُ جميلاً بِشَمسِه الدّافِئَة ، و نَسَماتِه الرَّقيقَةِ الّتي كانت تعبثُ بِكُلِّ شَيْءٍ خَفيفٍ حَوْلَها ، إنَّهُ يومُ الخامِسِ من أكتوبر حينَما خَرَجَت آمِنَة مِن مَنزلِها مُتَّجِهَةً نحو الجامِعَة ،وهي تُفَكِّرُ في هذهِ السَّنةِ الّتي سَتُكمِلُ فيها دِراسَتَها الجامِعِيَّةَ لِتَدخُلَ عالَمًا جَديدًا لا تعرفُ عنهُ شيْئًا سِوى ذِكْرَياتٍ عَلَّها تُساعِدُها في المُستَقبَل، إنَّه عَالَمُ التَّدْريس.و بِخُطُوَاتٍ سَريعَة تَنُمُّ عن نَشاطٍ و جِدِيَّة شَقَّت آمنة طَريقَها و ها هي ذي تصلُ إلى الجامعة لِتَلتَقِيَ بِصَديقـَتِها سُمَيَّة و تَتَبادلانِ التَّحايا.

 جَلستِ الطَّالِبَتانِ في رُكْنٍ مِن أَركانِ الجامِعَة بعيدًا عن ضَوْضاءِ(1) الطَّلَبَة وصَخَب(2) المَارَّة و الصَّمتُ يُخَيِّمُ على المكان، كانت كُلُّ واحدَةٍ مِنهُما تُحَدِّقُ بعيدًا في الأُفُق.و بَعدَ مُرورِ وَقتٍ مِن صَمتٍ طَويلٍ نَطَقَت آمِنَة قائِلة : "أَتَدْرينَ يا سُمَيَّة أنَّ هَذا اليَوم يَومٌ يُمَجِّدُ(3) المُعَلِّمَ ويُعلِنُ بِصَوتٍ عَالٍ عَنِ المَكانَةِ السَّامِيَّة(4) الّتي وَهَبَها اللهُ عَزَّ و جَلَّ لَهُ، كَيْف لا وهُوَ الّذي أَصَرَّ أنْ يَنشُرَ نُورَ العِلمِ في كُلِّ مَكانٍ و عَبْرَ كُلِّ زمانٍ؟"

رَدَّت عَلَيها سُمَيَّة قائِلة :"هو ذلكَ ما كان يَشْغَلُ فِكْري مُنذُ الصَّباحِ، تَذَكَّرتُ اليومَ يا آمِنة أنَّه لا يَفْصِلُنا عنِ التَّخَرُّج سِوى أَشهُرٍ قَليلَة لِنُصبِح مُعَلِّمَتَينِ، فَهَل تَتَخَيَّلِينَ ذلكَ المَوْقِفَ حِينَما تُصبِحينَ مُعلِّمَةً تَدخُلينَ القاعَة فَيَبْتَدِرُكِ التَّلاميذُ بِالتَّحِيَّة، ومع لَحظَةِ اللِّقاءِ الأولى يَخْتَلِجُ نَفسَكِ شُعورٌ لا تَجِدينَ لهُ وَصْفًا، إنَّهُ الشُّعورُ بِالمَسْؤُولِيَّة؟"

 لاَزِلْتُ أَذكرُ يا صَديقَتي مَرْحَلَةً مَرَّت مِن حَياتي مُنذُ زَمنٍ ولازَالَت ذاكِرَتي تَحتفظُ بِشَخصٍ لَم أَلْتَقِ بهِ مُنذُ فَارَقْناهُ . كَانَت تِلكَ المَرحَلَةُ يَومَ أَنْ كُنَّا صِغارًا لا نُدْرِكُ شَيْئًا في الحَياة ولَكِن مِن أَوَّلِ يَومٍ وَلَجْنَا فيه بابَ المدرسة إلى أن خَرَجنا مِنها لَمْ نَشعُر إلاَّ و بِنُورِ العِلمِ يَسْطَعُ(5) وَهَّاجًا في صُدورِنا لِيَمْحُوَ ظُلْمَةَ الجَهلِ مِن أَرْواحِنا . و كان ذلكَ الشَّخصُ مُعَلِّمَنا، المُعلِّمُ الّذي كُنَّا نَكبُرُ و يَكبرُ معنا حتَّى صارَ بِالنِّسْبَة لنا واحِدًا مِن أفرادِ عائِلَتِنا حتَّى أنَّنا كُنَّا نَقضي مَعهُ أَكثرَ أَوْقاتِنا.

كانَ لنَا أبًا ثَانِيًا يَمْنَحُنا مع كُلِّ مَعْلُومَةٍ الحُبَّ و الحَنان ، يَعْطِفُ عَلينا أَحيانًا، و أحيانًا أُخرى كُنَّا لا نَرى في عَيْنَيْهِ سِوى القَسْوَة ،كان يَقْسُو غَيرَ أَنَّ قَسْوَتَهُ كان يَسْتَمِدُّها مِن خَوْفِه علينا و مِن حِرْصِه الشَّديدِ على نَجاحِنا.

لمْ تَغِب عَن ذاكِرَتِنا تِلكَ الفَرحَةُ الَّتي كُنَّا نَحُسُّها بِداخِلِه عِندما يَخْتَبِرُنا و نُحْرِزُ عَلامَاتٍ جَيِّدَةً و في ذاتِ الوَقتِ كُنَّا نَلمَحُ شَيْئًا يُشبِهُ السَّخَطَ(6) على كُلِّ مَن أَخْفَقَ مِنَّا في الإجَابَة كَأنَّهُ أخٌ كَبيرٌ أو أَبٌ يُوَبِّخُ اِبنَهُ عِندما يُخْفِقُ.

     لَمْ يَتَوانَ مُعَلِّمُنا يَومًا عن أداءِ واجِبِه ولمْ يَشْكِ هَمَّهُ لَنا يومًا، غَيرَ أنَّنا لمْ نَكُنْ نُبَالِي بِمَا كان يَشعُرُ بهِ، لا لِشَيْءٍ إلاَّ لأنَّنا كُنَّا صِغارًا ،ولَكِنِّي اليَومَ أَعْتَرِفُ بِالجَميلِ و أُرْسِلُ أَسْمى عِبَارَاتِ الشُّكرِ و التَّقْديرِ لِهذا الرَّجُلِ الّذي حَمَلَ المِشْعَلَ، وعَزَمَ بِكُلِّ جِدٍّ وكَدٍّ أنْ يُكْمِلَ رِسالَةَ الأنْبِيَاءِ عَبرَ الزَّمانِ وفي كُلِّ مَكان.

 

 

أتعرف على معاني المفردات :

(1)-ضوضاء=أصوات                   (3)-يُمجّد=يعظّم                      (5)-يسطع=ينتشر

(2)-صخب المارّة= صيّاح المارّة        (4)-السّامية=العاليّة                    (6)-السّخط=الغضب                                     

افهم النص :

* كيف وصف الكاتب ذلك اليوم ؟           * من هو  الرجل الذي كانتا تتكلمان عنه ؟

* أين كانت متجه أمنة ؟                    * بماذا وصفت كل واحدة هذا المعلم ؟

* مع من التقت ؟                           * لماذا كان المعلم يقسو على التلاميذ ؟

* لماذا انعزلتا عن الضوضاء ؟             * بماذا تعترف اليوم البنتان ؟

 * ماهي المهنة التي ستعمل فيها الطالبتان؟

 

اعبر :

* تخيل نفسك مكان أمنة أو سلوى كيف تصف المعلم الذي يدرسك ؟  ماذا تقول لزملائك عن فضله عليك ؟

* اليوم الخامس من شهر أكتوبر هو عيد المعلم. اكتب له بطاقة تهنئة تبرز فيها أهم ما تعلمته من معلمك.

- عبر له عن أغلى هدية تقدمها له في نهاية السنة الخامسة و كيف ذلك ؟

 

 

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ DZOFFERS 2017 ©